حق أساسي لمستقبل أفضل

في خضم النزاع، غالباً ما يُعتبَر تعليم اللاجئين أو النازحين الداخليين الذين يصارعون من أجل إيجاد الطعام والمساعدة والملجأ من الكماليات. لكنّ التعليم حق أساسي وضروري لإعادة الأمل والكرامة للأشخاص الذين هُجّروا من منازلهم، وهو يساعدهم على الوقوف مجدداً على أقدامهم وبناء مستقبل أفضل.

إنّ اللاجئين المتسلّحين بتعليمهم قبل كل شيء هم الذين يتولون أدوار القيادة أثناء النزوح وعند إعادة بناء المجتمعات التي تتعافى من النزاع. ويرتبط الأمن المستقبلي للأفراد والمجتمعات ارتباطاً وثيقاً بانتقال المهارات والمعرفة والقدرات التي يجري اكتسابها عبر التعليم.

تولي المفوضية أهمية كبيرة لتأمين تعليم عالي الجودة، وقد وضعت المنظمة استراتيجية للتعليم تمتد من عام 2012 إلى 2016 تهدف إلى تنمية مهارات اللاجئين ومعرفتهم من أجل تمكينهم من عيش حياة صحية ومنتجة، وتعزيز الاعتماد على النفس والتعايش السلمي المستدام.

الهدف الأول للاستراتيجية هو الجودة: تحسين فرص الحصول على التعليم والتحصيل العلمي في صفوف الأطفال اللاجئين، مع التركيز على بيئة التعلّم، ونوعية التدريس، وتنمية الطفولة المبكرة وبرامج التعلم السريع. ويكمن الهدف الثاني في زيادة فرص الوصول إلى التعليم بعد المرحلة الابتدائية والتدريب. وتكتسب ميزات التعليم الثانوي أهمية خاصة في صفوف اللاجئين الشباب من حيث تنمية مهارات القيادة والقدرة على المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعاتهم في كل من أوضاع اللجوء التي طال أمدها وإعادة الإعمار بعد النزاع.

أما الهدف الثالث فيكمن في توسيع فرص التعليم الثالثي للاجئين، سواء أكان من خلال المنح الدراسية إلى كليات الدول المضيفة أم من خلال التعليم عن بعد. وبموجب برنامج تموّله الحكومة الألمانية منذ العام 1992، تقدّم المفوضية منحاً دراسية للتعليم العالي للاجئين. منحت مبادرة ألبرت أينشتاين الألمانية الأكاديمية السنوية للاجئين آلافاً من الشباب اللاجئين اللامعين منحاً تعليمية إلى الجامعات والكليات في دولهم المضيفة. إنّ الفرص المتزايدة بتلقي دورات جامعية وشبه مهنية، بما في ذلك عبر التعلم عن بعد، تقدم إمكانية متنامية للاجئين باكتساب مهارات قيادية وإمكانيات أفضل لكسب العيش.