• حجم النص  | | |
  • English 

بلد أوروبي صغير يباشر بواحدة من أكبر حملات الحد من انعدام الجنسية

قصص أخبارية, 18 أغسطس/ آب 2015

UNHCR/R.Schönbauer ©
ولدت ماريا غراندرابورا من أبوين بيلاروسيين في العام 1941، وأتت إلى جمهورية مولدوفا السوفيتية في العام 1964 حيث تزوجت من شخص مولدوفي. وبما أنها لم تحصل على ما يُعرف بـ التعويض وهي منحة عامة للفقراء، في العام 2014، اكتشفت أنها بحاجة للحصول على بطاقة هوية من جمهورية مولدوفا التي حصلت على استقلالها عام 1991. وفي أواخر عام 2014، مُنعت من التصويت وبدأت تشعر بالقلق حول كيفية نقل ملكية حديقتها المتواضعة لابنتها من دون أوراق رسمية. وبفضل الدعوى المدعومة من المفوضية، فازت السيدة بقضية مهمة في المحكمة وتم إنقاذها من انعدام الجنسية.

تشيسيناو، مولدوفا، 17 أغسطس/آب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) كانت ماريا غراندرابورا، البالغة من العمر 74 عاماً، تشعر باليأس؛ ففجأةً لم يعد بإمكانها سحب راتبها التقاعدي الضئيل الذي لا يتخطى 1000 ليو مولدوفي (50 دولاراً أمريكياً).

رفضت السلطات استبدال بطاقة هويتها السوفيتية القديمة. وبسبب حرمانها من حقوق المواطنة، شعرت بالعزلة في منزلها المتواضع الواقع في نهاية طريق ترابي حيث تزرع العنب والكرز والخضار.

تقول الأرملة وعيناها مغرورقتان بالدموع: "لم أكن أملك مكاناً آخر للذهاب إليه". أما اليوم، فهي تملك بطاقة هوية مولدوفية وقد استعادت راتبها التعاقدي، وذلك بفضل الحملة التي تدعمها المفوضية والتي ساعدت في الحد من حالات انعدام الجنسية لـ212,000 شخص ومعالجتها.

حتى أواخر عام 2012، أي بعد 21 عاماً على تفكك الاتحاد السوفيتي، كان هناك أكثر من 220,000 شخص في جمهورية مولدوفا يحملون بطاقات هوية سوفيتية منتهية الصلاحية. وحالهم حال ماريا غراندرابورا، لم يتمكنوا من الحصول على جميع حقوق المواطنة الأساسية كالتصويت أو المساعدة الاجتماعية نظراً لانتهاء صلاحية وثائقهم.

وكررت حكومة هذا البلد المستقل الذي يقع بين أوكرانيا ورومانيا دعوة السكان للحصول على بطاقات الهوية المولدوفية، ولكن لم تنجح الدعوة إلا عندما أطلقت حملة تقدّم فيها بطاقات الهوية الجديدة مجاناً عام 2014. يعيش مسنون كثيرون على مبلغ 1000 ليو مولودفي (حوالي 50 دولاراً أميركياً) في الشهر، ولم يريدوا إنفاق ما قد يصل إلى حوالي 10 دولار أمريكي على بطاقة هوية جديدة.

لقد أصبحت هذه الحملة أكبر حملة أوروبية للحد من حالات انعدام الجنسية ومعالجتها منذ ما يقارب القرن. وبين يناير/كانون الثاني 2013 ويونيو/حزيران 2015 فقط، استفاد 212,000 شخص أي ما معدله واحد من بين 20 مواطناً من مولدوفا.

وصرّح سيرجيو غاينا، منسق الحماية في المفوضية قائلاً إن "الإرادة السياسية كانت الأساس وقد يتم الاستعانة بهذا المثال في أوضاع أخرى". وكجزء من حملتها بعنوان #أناأنتمي لوضع حد لانعدام الجنسية بحلول عام 2024، قدّمت المفوضية مؤخراً المساعدة في تنظيم زيارة استطلاعية لمسؤولين أرمنيين وممثلين عن منظمات غير حكومية للاستفادة من قصة النجاح في مولدوفا.

وبدعم من المفوضية، حصل المتقاعدون جميعهم على نشرة إعلامية. وأرسلت السلطات فرقاً متنقلة إلى الذين لا يستطيعون القدوم إلى مركز جوازات السفر. وأنشأ شريك المفوضية، جمعية المستشارين القانونيين، خطاً ساخناً للحصول على المعلومات القانونية مجاناً. وأجاب سيرجيو غاينا، الذي كان يعمل في جمعية المستشارين القانويين، على الهاتف عندما اتصلت عائلة غراندرابورا. وساعد المرأة العجوز التي ولدت في بيلاروسيا في الحصول على تأكيد سلطات بيلاروسيا على أنها لا تُعتبر مواطنة في هذه الدولة.

ومع ذلك، رفض مكتب جوازات السفر في مولدوفا إصدار بطاقة هوية مولدوفية جديدة لماريا غراندرابورا بناءً على تعليمات داخلية تتطلب ختماً خاصاً. وجاء هذا الخبر كوقع الصاعقة على الأرملة التي تقول: "فكرت: أنا امرأة مولدوفية وهذا هو بلدي، فأولادي الخمسة وأحفادي الأربعة يعيشون هنا." وهمست وانفجرت بالبكاء مجدداً قائلةً: "اعتقدت أنني خسرت كل شيء. وكنت أبكي".

ولم تكن هذه المفاجأة الوحيدة. فتقول المرأة البالغة من العمر 74 عاماً: "في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، لم أتمكن من التصويت للبرلمان. وكنت أصوّت دائماً لذا شعرت بالاستياء".

في البداية، شعرت بأنه لا جدوى من مناقشة القضية في المحكمة، ولكن بعد أن حصلت على المشورة القانونية من جمعية المستشارين القانونيين، استأنفت القرار الذي اتخذه مكتب جوازات السفر. وبعد خمسة أشهر من الغموض، فازت قضيتها. ولم تعتبر المحكمة الختم شرطاً لأن القانون لا ينص عليه.

وقالت غراندرابورا: "أول ما فعلته هو شكر الله والأشخاص الذين ساعدوني وتوجهت للحصول على راتبي التقاعدي وإلى السوق لشراء كل ما أحتاج إليه. كنت سعيدة جداً". استعادت راتبها والمنافع الاجتماعية عن الأشهر التي مضت.

لم يرغب المتقاعدون الفقراء في دفع ثمن بطاقة هوية جديدة. ولم يرغب آخرون في التخلي عن بطاقة الهوية السوفيتية لأنهم أرادوا الغوص في غموض المستقبل في هذا البلد الصغير.

ويدرك يوليان بوبوف، رئيس وحدة انعدام الجنسية والمعلومات في وزارة الداخلية سبب التعلق ببطاقة الهوية السوفيتية ويقول: "إذا كنت تملك بطاقة هوية مولدوفية، يُعرف أنك من مولدوفا، لكن مع بطاقة هوية سوفيتية يُعرف أنك تتمتع بقوة كبيرة".

بقلم رولان شونبوير في تشيسيناو، مولدوفا

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

الأشخاص عديمو الجنسية

صعوبة في تحديد العدد الحقيقي للأشخاص عديمي الجنسية.

المشاكل التي يواجهها عديمو الجنسية

المعوقات التي تعترض طريق الأشخاص عديمي الجنسية

إتفاقيات الأمم المتحدة الخاصة بحالات انعدام الجنسية

إن اتفاقيتا الأمم المتحدة بشأن انعدام الجنسية هما الصكان القانونيان الرئيسيان في حماية عديمي الجنسية حول العالم.

حالات انعدام الجنسية التي طال أمدها

في كثير من البلدان، بقيت حالات انعدام الجنسية دون حل لعقود إلى أن أصبحت من الحالات "التي طال أمدها."

من هم عديمو الجنسية وأين هم؟

هناك ما يقدر بنحو 12 مليون شخص من عديمي الجنسية في عشرات البلدان حول العالم.

ما هو انعدام الجنسية؟

تفسير لنوعين من انعدام الجنسية: بحكم القانون وبحكم الواقع.

عديمو الجنسية

ثمّة ملايين من الأشخاص الذين يعيشون في فراغ قانوني، مع محدودية الوصول للحقوق الأساسية.

الاحتفال بالاتفاقيتين المتعلقتين باللاجئين وانعدام الجنسية

احتفلت المفوضية في العام 2011 بالذكرى السنوية الستين على اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ وبالذكرى الخمسين على اتفاقية خفض حالات انعدام الجنسية.

حماية حقوق الأشخاص عديمي الجنسية

اتفاقية عام 1954 المتعلقة بوضع الأشخاص عديمي الجنسية

مفهوم الأشخاص عديمي الجنسية وفق أحكام القانون الدولي

اجتماع الخبراء الذي عقدته المفوضية في براتو، إيطاليا، 27-28 مايو 2010

التمييز بين الجنسين في قوانين الجنسية

تشجيع المساواة بين الجنسين

الحد من حالات انعدام الجنسية وخفضها

اتفاقية 1961 بشأن خفض حالات انعدام الجنسية

حملة لوضع حد لانعدام الجنسية

بمناسبة الذكرى الستين لاتفاقية 1954 بشأن وضع الأشخاص عديمي الجنسية

إجراءات الدول حول انعدام الجنسية

ما الذي فعلته الدول في ظل التعهدات التي قطعتها خلال الاجتماع الوزاري الذي عقد في جنيف عام 2011.

الحملة الهادفة لوضع حد لانعدام الجنسية

يصادف هذا العام الذكرى الـ60 لاتفاقية عام 1954 بشأن وضع الأشخاص عديمي الجنسية.

عديمو الجنسية حول العالم: مقال مصور لغريغ قسطنطين

قد تبدو الجنسية كحق عام نكتسبه عند الميلاد، إلا أنه يوجد ما يقدر بـ12 مليون شخص حول العالم يكافحون من أجل الحصول على هذا الحق. فهم بلا جنسية ولا يتمتعون بمزاياها القانونية. فقد وقعوا في مأزق قانوني وأصبحوا عديمي الجنسية. وغالباً ما يؤدي بهم ذلك إلى عدم القدرة على القيام بالأشياء الأساسية التي يعتبرها معظم الأشخاص الآخرين من المُسَلَّمات مثل تسجيل ميلاد طفل، أو السفر، أو الالتحاق بالمدرسة، أو فتح حساب مصرفي، أو امتلاك عقار.

ينتج انعدام الجنسية عن مجموعة أسباب مختلفة. فقد استبعد بعض السكان من الجنسية عند استقلال بلادهم عن الحكم الاستعماري. وكان البعض الآخر ضحايا للتجريد الجماعي من الجنسية المكتسبة. وفي بعض البلدان، لا يجوز للنساء منح جنسيتهن لأبنائهن. ويكون ذلك في بعض الأحيان بسبب التمييز وفشل التشريعات في أن تكفل الجنسية لجماعات عرقية بعينها.

تُعد هذه المشكلة عالمية. في إطار ولايتها، تقدم المفوضية المشورة إلى الأشخاص عديمي الجنسية فيما يتعلق بحقوقهم وتساعدهم في اكتساب جنسية. أما على المستوى الحكومي، فهي تدعم الإصلاح القانوني لمنع انعدام جنسية الأشخاص. كما أنها تتعاون مع الشركاء لإقامة حملات للتجنيس لمساعدة عديمي الجنسية في اكتساب جنسية والحصول على وثائق.

المصور غريغ قسطنطين هو مصور صحفي حاصل على عدة جوائز من الولايات المتحدة الأمريكية. انتقل عام 2005 إلى آسيا حيث بدأ مشروعه الصحفي "من لا مكان لهم" الذي يوثق محنة عديمي الجنسية حول العالم. حصلت أعماله على عدة جوائز، من بينها جائزة المسابقة الدولية للتصوير الفوتوغرافي للعام، وجائزة أفضل مصور صحفي من الرابطة القومية للمصورين الصحفيين، جوائز منظمة العفو الدولية لصحافة حقوق الإنسان (هونغ كونغ)، جائزة جمعية الناشرين في آسيا، وجائزة هاري تشابين الإعلامية للتصوير الصحفي. كما فاز غريغ مناصفة بجائزة أوزبزرن إليوت الصحفية في آسيا التي تقدمها الجمعية الآسيوية سنوياً. وقد نشر عمله "من لا مكان لهم" على نطاق واسع، وعرض في بنغلاديش، وكامبوديا، وتايلاند، وماليزيا، واليابان، وسويسرا، وأوكرانيا، وهونغ كونغ، وكينيا. يقيم غريغ في جنوب شرق آسيا.

عديمو الجنسية حول العالم: مقال مصور لغريغ قسطنطين

انعدام الجنسية والنساء

يمكن لانعدام الجنسية أن ينشأ عندما لا تتعامل قوانين الجنسية مع الرجل والمرأة على قدم المساواة. ويعيق انعدام الجنسية حصول الأشخاص على حقوق يعتبرها معظم الناس أمراً مفروغاً منه مثل إيجاد عمل وشراء منزل والسفر وفتح حساب مصرفي والحصول على التعليم والرعاية الصحية. كما يمكن لانعدام الجنسية أن يؤدي إلى الاحتجاز.

في بعض البلدان، لا تسمح قوانين الجنسية للأمهات بمنح الجنسية لأبنائهن على قدم المساواة مع الآباء مما يتسبب بتعرض هؤلاء الأطفال لخطر انعدام الجنسية. وفي حالات أخرى، لا يمكن للمرأة اكتساب الجنسية أو تغييرها أو الاحتفاظ بها أسوة بالرجل. ولا تزال هناك أكثر من 40 بلداً يميز ضد المرأة فيما يتعلق بهذه العناصر.

ولحسن الحظ، هناك اتجاه متزايد للدول لمعالجة التمييز بين الجنسين في قوانين الجنسية الخاصة بهذه الدول، وذلك نتيجة للتطورات الحاصلة في القانون الدولي لحقوق الإنسان بجهود من جماعات حقوق المرأة. وواجه الأطفال والنساء في هذه الصور مشاكل تتعلق بالجنسية.

انعدام الجنسية والنساء

انعدام الجنسية.. قصة أسرة في بيروت

منذ تأسيس لبنان دولةً في عشرينات القرن العشرين، ظهرت مجموعة من السكان ممن ينتمون إلى عديمي الجنسية.

وهناك ثلاثة أسباب رئيسية لذلك: استثناء البعض من آخر أحصاء سكاني أُجري عام 1932؛ والثغرات القانونية التي تحرم مجموعة من الأفراد من الجنسية؛ والعقبات الإدارية التي تحول دون تمكن الأهل من تقديم إثبات على حق أطفالهم الحديثي الولادة في الجنسية.

علاوةً على ذلك، ومن بين الأسباب الأساسية لاستمرار هذا الوضع، هو أن المرأة اللبنانية، بموجب القانون اللبناني، لا تستطيع منح جنسيتها لأطفالها، فوحدهم الرجال هم من يستطيع ذلك؛ مما يعني أن طفلاً من أب عديم الجنسية وأم لبنانية يرث انعدام جنسية والده.

وعلى الرغم من أن الأرقام الدقيقة غير معروفة، من المسلّم به عموماً أن هناك عدة آلاف من الأشخاص يفتقرون إلى جنسية معترف بها في لبنان، والمشكلة تتنامى بسبب الصراع في سوريا. فقد وُلد أكثر من 50,000 طفل سوري في لبنان منذ بداية الصراع، ومع وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في البلاد، سيرتفع هذا الرقم.

تسجيل المواليد في لبنان أمر معقد جداً، ويمكن أن يشمل بالنسبة للوالدين السوريين ما يصل إلى خمس خطوات إدارية منفصلة، بما في ذلك الاتصال المباشر بالحكومة السورية. وباعتبارها الخطوة الأولى للحصول على هوية قانونية، فإن عدم تسجيل ميلاد الطفل بشكل مناسب يعرضه لخطر انعدام الجنسية، وقد يمنعه من السفر مع أهله والعودة إلى سوريا في يوم من الأيام.

تعتبر النتائج المترتبة عن حالة انعدام الجنسية مدمرة. فلا يمكن لعديمي الجنسية الحصول على وثائق هوية رسمية، ولا يتم تسجيل زواجهم، ويمكنهم أن يمرروا انعدام الجنسية لأولادهم. ويُحرم الأشخاص العديمو الجنسية من إمكانية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية العامة في الظروف نفسها التي تتاح للمواطنين اللبنانيين، كما أنهم لا يستطيعون امتلاك أو وراثة الممتلكات. ومن دون وثائق، لا يستطيعون الحصول على وظيفة قانونية في الإدارات العامة ولا الاستفادة من الضمان الاجتماعي.

أما الأطفال، فقد يُمنعون من التسجل في المدارس الرسمية، ويستثنون من الامتحانات الرسمية. حتى عندما يستطيعون الحصول على التعليم الخاص، فإنهم غالباً ما لا يتمكنون من الحصول على شهادة رسمية.

لا يحق للأشخاص العديمي الجنسية استصدار جوازات السفر وبالتالي فهم لا يستطيعون السفر. وحتى تنقلهم داخل لبنان محدود، فمن دون وثائق، قد يتعرضون لخطر الاحتجاز لوجودهم في البلاد بصورة غير مشروعة. وهم لا يتمتعون كذلك بالحقوق السياسية الأساسية، كالتصويت أو الترشح للمناصب العامة.

هذه هي قصة وليد شيخموس حسين وعائلته من بيروت.

أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حملة #أناأنتمي، الممتدة على 10 أعوام، لوضع حد لانعدام الجنسية. للمزيد من المعلومات الرجاء زيارة الموقع التالي: http://www.unhcr-arabic.org/pages/4be7cc2741b.html

انعدام الجنسية.. قصة أسرة في بيروت