الانتقال إلى مخيم جديد يغير حياة امرأة على عكازين في رواندا

قصص أخبارية, 25 يونيو/ حزيران 2014

UNHCR/E.Fitzpatrick ©
جوديث مع أطفالها الثلاثة في مخيم موغومبوا جنوب رواندا. فقدت جوديث ساقها اليمنى بطلق ناري أثناء تجدد القتال بين القوات الحكومية الكونغولية والمتمردين في اقليم شمال كيفو في عام 2012.

مخيم موغومبوا للاجئين، رواندا، 25 يونيو/حزيران (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- تسوّي جوديث تنورتها بخجل بينما تُجلس ابنها البالغ من العمر سنتين في حضنها. يغطي رداؤها القطني التقليدي الشبيه بالصارون ساقاً واحدة حتى الكاحل وهي تحرص على ستر ساقها الأخرى المبتورة.

غير أن جوديث موكاسانغا ليست قلقة اليوم بشأن ساقها التي فقدتها في الحرب الدائرة في بلادها؛ جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ بل إن اللاجئة البالغة من العمر 31 عاماً تحتفل بحصولها على بيت آمن لأولادها الثلاثة وبتمكنها من التنقل بسهولة نسبية على الرغم من إعاقتها.

تخطت جوديث العقبات التي قد تثبط عزيمة الكثيرين. فقدت ساقها اليمنى بعد إصابتها بطلق ناري في القتال الذي دار منذ سنتين تقريباً بين القوات الحكومية لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمتمردين في مقاطعة كيفو الشمالية. قررت الفرار مع عائلتها إلى رواندا المجاورة عابرين مسافة 75 كيلومتراً على دراجة نارية نظراً إلى عدم قدرتها على السير لمسافة طويلة على العكازين.

افترقت هي وأولادها عن زوجها في أثناء هربهم؛ وسمعت في وقت لاحق شائعات بأنه سُجن كعقاب على انضمامه المزعوم إلى جماعة متمردة. هي لم تره منذ سنتين.

بعد بلوغها بر الأمان في غرب رواندا، تعين على جوديث وأبنائها الثلاثة إمضاء عام كامل في مركز عبور نكاميرا القريب من حدود جمهورية الكونغو الديمقراطية. صُمم هذا المركز في الأصل لإيواء اللاجئين لبضعة أيام. وليس في المخيمات الأربعة القائمة في رواندا المكتظة بالسكان سوى مكان محدود للوافدين الجدد.

تستذكر جوديث اليوم وتقول: "كانت الحياة في مركز العبور صعبة علي، وصعُب علي بشكل خاص النوم في الليل."

كانت تواجه صعوبة في التنقل في المركز المكتظ على عكازيها وكان أفراد العائلات يضطرون إلى النوم فوق بعضهم البعض؛ كانت الخصوصية مفقودة وأدى الاكتظاظ إلى نشوء خلافات بين الأشخاص الذين اضطروا إلى التعايش كجيران.

كذلك، كانت قلقة بشأن ابنتيها إحداهما في السابعة والأخرى في العاشرة من عمرها- وهما في سن المدرسة، نظراً إلى تفويتهما التعليم الرسمي واضطرارهما إلى أخذ دروس غير رسمية في اللغتين الإنكليزية والرواندية- جالستين على الأرض في غرفة صف مكتظة.

منذ قيام المفوضية ببناء مخيم موغومبوا في جنوب رواندا- ونقلها 9,000 لاجئ إليه- تحسنت حياة جوديث وابنتيها وطفلها.

تعيش جوديث وجيرانها في وفاق وثمة مستشفى في حال أُصيب أحد أفراد العائلة بالمرض. ابنتاها متحمستان للالتحاق بنظام التعليم الوطني خصوصاً في وجود "مقاعد حقيقية يمكن الجلوس عليها!" لم تتمكن المفوضية بعد من تأمين طرف اصطناعي لها إلا أن ذلك ليس أول اهتمامات جوديث.

تقول جوديث بحماسة: "على الرغم من أن الحياة ما زالت تشكل كفاحاً بالنسبة إلي، إلا أنني سعيدة بالحصول على منزلي الخاص؛ أصبح بإمكاني أن أغفو بسلام ولكن الأهم من ذلك هو أن أولادي هم في مكان أكثر أماناً كما بات بإمكانهم الذهاب إلى مدرسة فعلية". وأخيراً تقول جوديث، "ما زال لدي أمل."

بقلم إيريكا فيتزباتريك في مخيم موغومبوا للاجئين، رواندا

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

ذوو الإعاقة

يعاني الأشخاص ذوو الإعاقة بشكل كبير من الإهمال أو النسيان ضمن مجتمعات اللاجئين.

مقال مصوّر للاتجاهات العالمية: الهروب نحو بر الأمان 2014

يسجل النزوح العالمي جراء الحروب والصراعات والإضطهاد أعلى مستوى له على الإطلاق، وهو يتزايد بشكل سريع. وعلى مستوى العالم، بات هناك حالياً شخص واحد من بين كل 122 شخصاً مهجر. ولو كان هؤلاء مواطنين في دولة واحدة، لحلّت في المرتبة الرابعة والعشرين بين أكبر دول العالم من حيث عدد السكان.

ويظهر تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن المفوضية ارتفاعاً حاداً في عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، مع نزوح 59.5 مليون شخص قسراً في نهاية العام 2014، مقارنةً بـ 51.2 مليون شخص في العام السابق. وفي عام 2014، أصبح هناك 42,500 نازح كمعدل يومياً.

وتعتبر الحرب التي اندلعت في سوريا في عام 2011 السبب الرئيسي للنزوح، لكن عدم الاستقرار والصراع في بلدان كجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وبوروندي وأفغانستان تساهم أيضاً في النزوح العالمي إلى حد كبير.

وفي ظل العجز الضخم في التمويل والفجوات الواسعة في النظام العالمي لحماية ضحايا الحرب، يتم إهمال الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة. ويجب على العالم أن يعمل معاً لبناء السلام والحفاظ عليه أكثر من أي وقت مضى.

تعرّف على بعض النازحين:

مقال مصوّر للاتجاهات العالمية: الهروب نحو بر الأمان 2014

أوكرانيا: نزوح وعجز وغموض بشأن المستقبل

أدى القتال في أوكرانيا حتى الآن إلى نزوح 275,500 شخص، بينهم مَن يعانون من الإعاقة. ومن بين هؤلاء فكتوريا، 41 عاماً، وزوجها ألكسندر، 40 عاماً، وكلاهما يعاني من شلل دماغي. الحياة صعبةً بما فيه الكفاية في الظروف العادية بالنسبة إلى هذيْن الزوجيْن اللذين لهما أيضاً ولدان: ديما، 20 عاماً، وإيفان، 19 شهراً؛ وقد أصبحت حياتهما الآن صراعاً حقيقياً. في نهاية شهر يوليو/تموز، أجبر القصف في مدينة دونيتسك الواقعة في شرق أوكرانيا فكتوريا وألكسندر على الفرار إلى منطقة خاركيف المجاورة. ولم يمضِ وقت طويل حتّى نفد دواء فكتوريا. وفي محاولةٍ يائسة لطلب المساعدة، اتّصل ألكسندر بمؤسسة رينات أحمدوف التي أمّنت لهم النقل والسكن في خاركيف. ومن هناك، نُقلوا إلى مخيم بروموتي الصيفي القريب من كوبيانسك حيث وفرت الغابة والهواء النقي وإحدى البحيرات القريبة من المخيم جواً مثالياً لقضاء فصل الصيف. ولكن، شأنهما شأن النازحين داخلياً الآخرين الذين يعيشون في هذا المخيم والبالغ عددهم 120 شخصاً، لا تفكر فكتوريا وألكسندر في أي شيء سوى منزلهما. كانا يأملان بالعودة إليه بحلول فصل الخريف الذي ما لبث أن حل وانقضى من دون أن يتمكنا من العودة. لا تزال العودة إلى دونيتسك غير آمنةٍ حتى اليوم. علاوةً على ذلك، لم يتم تجهيز المخيم لفصل الشتاء القادم، وقد طلبت إدارته من الناس مغادرته قبل 15 أكتوبر/تشرين الأوّل. ولا تعرف فكتوريا أو ألكسندر أين يذهبان مع ابنهما الصغير بعد مغادرة المخيم. وقد التُقطت الصور التالية للزوجَيْن وطفلهما الأصغر بعدسة إيمين زياتدينوفا.

أوكرانيا: نزوح وعجز وغموض بشأن المستقبل

أنجيليك نامايكا، الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لعام 2013

وقع الاختيار على الأخت أنجيليك نامايكا، الراهبة الكونغولية، التي أبدت شجاعة منقطعة النظير ودعماً ثابتاً للناجيات من أحداث العنف التي وقعت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لتكون الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لعام 2013 التي تمنحها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نفس الوقت من كل عام.

وقد شن جيش الرب للمقاومة - وهو مجموعة من المتمردين الأوغنديين - حملة من العنف أدت إلى تشريد مئات الآلاف في مقاطعة أورينتال الواقعة شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية على مدار العقد الماضي. وقد اختطفت العديد من النساء والفتيات الكونغوليات وتعرضن للترهيب.

كانت الأخت أنجيليك منارة الأمل لهؤلاء الضحايا المعروفات لها شخصياً، حيث تبنت منهاج المقابلات الفردية لمساعدة الناجيات في تجاوز صدماتهن النفسية. فقد كانت الكثيرات من المشمولات برعايتها أجبرن على النزوح قسراً وتعرضن للعنف الجنسي.

لقد اشتهرت قوات جيش الرب بوحشيتها وقد جاءت شهادات النساء اللاتي تساعدهن الأخت أنجيليك مُروعة. أما الحقيقة التي تزيد من صدمات الكثيرات من الضحايا فتتمثل فيما يوصمهن المجتمع نتيجة لتجاربهن. ويحتاج الأمر إلى متخصص لمساعدتهن على التعافي وإعادة بناء حياتهن.

لقد قضت الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لهذا العام العقد المنصرم وهي تساعد النساء، وكانت في الأغلب تقوم بذلك عن طريق الجمع بين الأنشطة المُدرة للدخل، والدورات التدريبية الخاصة بتنمية المهارات، ومحو الأمية، فضلاً عن تقديم المشورة النفسية الاجتماعية. لقد صنعت فارقاً إيجابياً في حياة آلاف الأفراد وعائلاتهم ومجتمعاتهم.

أنجيليك نامايكا، الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لعام 2013

إيما تومسون وتيندي أغابا يناقشان أمور العائلة في #يوم_اللاجئ_العالمي Play video

إيما تومسون وتيندي أغابا يناقشان أمور العائلة في #يوم_اللاجئ_العالمي

إيما تومسون وتيندي أغابا يناقشان فكرة الوطن والتحديات التي يواجهها اللاجئون المعاد توطينهم Play video

إيما تومسون وتيندي أغابا يناقشان فكرة الوطن والتحديات التي يواجهها اللاجئون المعاد توطينهم

الأخت أنجيليك، الأخت والأمPlay video

الأخت أنجيليك، الأخت والأم

الفائزة بجائزة نانسن للاجئ لعام 2013 هي راهبة كونغولية ساعدت مئات النساء من ضحايا الاغتصاب والانتهاكات التي ارتُكِبت على يد جيش الرب للمقاومة وجماعات أخرى في جمهورية الكونغو الديمقراطية.