استمرار معاناة النازحين في جمهورية إفريقيا الوسطى من انعدام الأمن وانتهاك حقوق الإنسان

قصص أخبارية, 10 ديسمبر/ كانون الأول 2015

UNHCR/G.Soro ©
مجموعة من الأشخاص يحملون حاجياتهم ويفرون من الهجمات في جمهورية إفريقيا الوسطى.

بانغي، جمهورية إفريقيا الوسطى، 10 ديسمبر/كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) بعد مرور ثلاثة أعوام على بداية موجة العنف والاضطهاد في جمهورية إفريقيا الوسطى، لا يزال انعدام الأمن وانتهاك حقوق الإنسان مستشريين، والنازحون قسراً معرضون للخطر بصورة خاصة.

واستناداً إلى نتائج مراقبة المفوضية، تم تسجيل ما يقدر بنحو 6,000 حالة انتهاك لحقوق الإنسان في الأشهر الـ10 الأولى من هذا العام، أي حوالي 20 حادثةً يومياً، وقع فيها شخص واحد أو أكثر ضحية للعنف والاعتداء، ومن بينهم بعض النازحين داخلياً في البلاد، البالغ عددهم 447,000 شخص.

ولكن الأرقام الفعلية أعلى بكثير، إلا أن المفوضية وشركاءها لا يستطيعون الوصول إلى الكثير من المناطق كما أن الكثير من الضحايا لا يبلغون عن انتهاكات الحقوق التي يتعرضون لها. ويقدّر أن تكون 70 في المئة من الحالات مرتبطة بالاشتباكات والأعمال الانتقامية بين الجماعات المسلحة.

بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل أكثر من 60,000 حالة عنف جنسي وقائم على نوع الجنس خلال الفترة نفسها، من قبل مجموعة مشتركة بين الوكالات يرأسها صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومن بينها 30,000 حالة لأشخاص وقعوا ضحايا للعنف الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، أي ما يعادل حوالي 100 شخص يومياً.

ويقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بمراقبة الوضع في 48 منطقة متضررة من الصراع في أنحاء جمهورية إفريقيا الوسطى. وتدير المفوضية وشركاؤها مراكز استماع ومشاريع قروض صغيرة ودورات لمحو الأمية لمساعدة الناجين من العنف الجنسي والقائم على نوع الجنس على الوقوف مجدداً على أقدامهم. وتشمل المبادرات الأخرى الرعاية الطبية والمساعدة القانونية والتدخلات القائمة على المجتمع.

وقد تحسن وضع حقوق الإنسان خلال العام، لا سيما في بانغي ومدن أخرى، مقارنةً بديسمبر/كانون الأول من عام 2013، حيث اندلعت أعمال العنف الطائفي وأسفرت عن مقتل 3,000 شخص. وفي ذروة الاضطرابات في أوائل عام 2014، نزح أكثر من 930,000 شخص داخل البلاد ولا يزال 450,000 نازحين حتى اليوم.

ولكن موجات العنف منذ أواخر سبتمبر/أيلول أدت إلى وفاة حوالي 100 شخص ونزوح أكثر من 70,000. وقُتل رجل في منطقة PK5 في بانغي في اليوم الذي تلا الزيارة التاريخية التي قام بها الأسبوع الماضي، البابا فرنسيس الذي زار موقعاً للنازحين والتقى المسلمين والمسيحيين ودعا إلى المصالحة. وتخشى المفوضية من ارتفاع حدة أعمال العنف في الفترة التي تسبق الانتخابات المقررة في 27 ديسمبر/ كانون الأول.

وتشعر المفوضية بالقلق أيضاً إزاء وضع أكثر من 36,000 شخص، يُنتهك حقهم بحرية الانتقال في سبعة جيوب محاصرة كمنطقة PK5 التي زارها البابا فرنسيس في بانغي. وقد تدهور وضع 26,000 شخص في PK5 وهي المنطقة الوحيدة في بانغي التي لا تزال تستقبل المجتمعات المسلمة منذ أعمال العنف في سبتمبر/أيلول.

ويقول السكان المحليون غير القادرين على التنقل بحرية وبأمان وكسب لقمة العيش والذهاب إلى السوق في منطقةٍ تحيط بها العصابات المسلحة والميليشيات ولكن تحميها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بأنهم يعيشون تحت الحصار منذ عامين ولا يستطيعون تحمل الوضع بعد الآن. فهم يشعرون بالعزلة وقد دعوا إلى تأمين المساعدات الإنسانية للأكثر ضعفاً. وتعتقد المفوضية أن المخيمات القسرية هي انتهاك خطير لحقوق الإنسان.

ويجب أن تتمتع الأقليات العالقة في الجيوب كـPK5، بحرية التنقل كالمواطنين الآخرين. وتعتقد المفوضية أنه يجب تأمين معبر آمن لإتاحة حرية التنقل ووصول العاملين في المجال الإنساني.

ويقول المراقبون بأن الأسباب الجذرية، بما في ذلك غياب حكومة عاملة وفعالة وقادرة على توفير الحماية والمساعدة وسيادة القانون في جميع أنحاء البلاد، تحتاج إلى معالجة عاجلة إلى جانب قضايا مثل ثقافة الإفلات من العقاب ونزع السلاح لتحقيق السلام الدائم.

وللصراع أيضاً أثر إقليمي مع وجود أكثر من 460,000 لاجئ من جمهورية إفريقيا الوسطى في الكاميرون وتشاد وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن بينهم حوالي 220,000 شخص فروا منذ اندلاع أعمال العنف في عام 2013-2014. وفي هذه الأثناء، لا يزال أكثر من نصف السكان (2.7 مليون شخص) بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

بقلم داليا العشي في بانغي، جمهورية إفريقيا الوسطى

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

صراع في جمهورية إفريقيا الوسطى

منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2012، دخلت جمهورية إفريقيا الوسطى في حلقة مفرغة من العنف شهدت مقتل نحو 400 شخص وإحراق 800 منزل. وقد تسبب هذا العنف في إجبار ما يصل إلى 400 ألف شخص على الفرار من منازلهم بحثاً عن ملاذ آمن.

ويعيش كثير من أولئك النازحين داخليّاً في الغابات، حيث يفتقرون إلى المأوى والطعام والماء ومرافق الصرف الصحي والرعاية الصحية، خاصة خلال موسم الأمطار الحالي. وإضافة إلى ذلك فإن أطفالاً كثيرين قد انفصلوا عن أسرهم في غمار الفوضى التي صاحبت القتال. وينحدر معظم المتضررين من مناطق تقع خارج العاصمة بانغي، وقد جاء كثير منهم من إقليم وام، حيث يوجد 175 ألف نازح، منهم نحو 40 ألفا في بوسانغوا.

ويخيم نحو 37 ألفاً من هؤلاء في ظروف قاسية في ساحة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وهناك مئات آخرون يعيشون في مدرسة ومستشفى. المصور الفوتوغرافي بوريس هيغر كان في المنطقة في وقت سابق من العام الحالي والتقط هذه الصورة المؤثرة. الناس هناك ما زالوا بحاجة للمساعدة ولا يزال الوضع غير مستقر.

صراع في جمهورية إفريقيا الوسطى

لاجئو جمهورية إفريقيا الوسطى يعانون نتيجة تخفيض الحصص الغذائية

منذ يناير/كانون الثاني 2014، أجبر نقص التمويل برنامج الأغذية العالمي على تخفيض الحصص الغذائية بنسبة 60 في المئة في مخيمات اللاجئين في جنوب تشاد. ويتزامن تخفيض الحصص الغذائية هذا مع استمرار تدفق آلاف اللاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى إلى الجنوب - وقد وصل أكثر من 14,000 لاجئ منذ بداية العام 2014. ويصل الكثيرون من اللاجئين في حالة مرض وسوء تغذية وإعياء بعد أن يكونوا قد مشَوا لأشهر في الأدغال وفي جعبتهم القليل من الطعام أو المياه. ينضم هؤلاء إلى حوالي 90,000 لاجئ آخر من جمهورية إفريقيا الوسطى وصلوا إلى الجنوب في وقت سابق- وبعضهم منذ سنوات.

تمكّنت وفود اللاجئين الأولى من تحقيق قدر من الاعتماد على النفس من خلال العمل في الزراعة أو الحصول على الوظائف وهؤلاء قادرون بالتالي على تعويض ما قد يطالهم من تخفيض الحصص الغذائية. ولكن الوافدين الجدد، الفارين من جولة العنف الأخيرة في بلادهم، يواجهون واقعاً أشدّ قسوة. والكثيرون من بينهم- ولا سيما الأطفال- سيكافحون للبقاء على قيد الحياة لأن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى تخفيض برامج التغذية التكميلية الهادفة إلى معالجة الأشخاص الذين يحاولون الشفاء من سوء التغذية.

يحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى جمع 186 مليون دولار أميركي للحفاظ على برامج تغذية اللاجئين في إفريقيا حتى نهاية العام. كذلك، تسعى المفوضية بصورة عاجلة إلى جمع المساهمات المخطط جمعها في هذا العام والتي تبلغ قيمتها 78 مليون دولار أميركي لبرامج الأمن الغذائي والتغذية التي تخدم اللاجئين في إفريقيا.

زار المصور الصحفي كورنتين فولين، ومسؤولة الإعلام في المفوضية سيلين شميت، لاجئي جمهورية إفريقيا الوسطى في جنوب تشاد لتوثيق محنتهم ومحاولتهم التكيف مع الوضع.

لاجئو جمهورية إفريقيا الوسطى يعانون نتيجة تخفيض الحصص الغذائية

اللاجئون.. أشخاص عاديون يعيشون ظروفاً غير عادية

في يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف 20 يونيو/حزيران من كل عام، تستذكر المفوضية قوة وعزيمة أكثر من 50 مليون شخص حول العالم ممن أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب انتهاكات الحروب أو حقوق الإنسان.

وتهدف حملة يوم اللاجئ العالمي في عام 2015 لتقريب الجمهور إلى الجانب الإنساني من قصص اللاجئين من خلال المشاركة في نشر قصص الأمل والعزيمة التي يتمتع بها اللاجئون والعائدون والنازحون واللاجئون الذين أعيد توطينهم.

موقع يوم اللاجئ العالمي لهذا العام هو www.refugeeday.org حيث يستعرض قصص اللاجئين الذين يصفون شغفهم واهتماماتهم الخاصة مثل الطبخ والموسيقى والشعر والرياضة. ومن خلال تلك الشهادات، تهدف المفوضية إلى التأكيد على أن هؤلاء هم أشخاص عاديون يعيشون ظروفاً غير عادية.

اللاجئون.. أشخاص عاديون يعيشون ظروفاً غير عادية

تشاد: لاجئون من نيجيرياPlay video

تشاد: لاجئون من نيجيريا

فرّ المئات إلى بر الأمان في مخيم دار السلام في تشاد بعدما هاجم مسلحون بلدات وقرى في شمال نيجيريا.
اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013 Play video

اللاجئون حول العالم: الإتجاهات العالمية في العام 2013

يظهر تقرير صدر مؤخراً عن للمفوضية أن عدد اللاجئين وطالبي اللجوء والنازحين داخلياً في العالم قد تخطى 50 مليون شخص وذلك للمرّة الأولى في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الكاميرون: أطفال يعانون من سوء التغذية Play video

الكاميرون: أطفال يعانون من سوء التغذية