أسبوع آخر ينتهي بمأساة في البحر الأبيض المتوسط مع وفاة ما يصل إلى 40 لاجئاً

قصص أخبارية, 22 سبتمبر/ أيلول 2015

UNHCR/I Prickett ©
ممتلكات آخر ضحايا المحاولة الفاشلة للوصول إلى بر الأمان في أوروبا

ليسفوس، اليونان، 20 سبتمبر/أيلول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) اعتنى موظفو المفوضية يوم الأحد بالناجين من حادثين منفصلين وقعا في نهاية الأسبوع لقاربين يحملان على متنهما لاجئين ومهاجرين بين تركيا واليونان، وتسببا بوفاة أو فقدان حوالي 40 شخصاً.

وصباح يوم الأحد، غرق قارب أفادت التقارير أنه كان يحمل على متنه ما يصل إلى 48 شخصاً قبالة شواطئ ليسفوس في ساعات الفجر الأولى. وبحلول عصر ذلك اليوم، أُفيد عن نجاة حوالي 20 شخصاً مع التأكيد على وفاة شخص واحد ولا يزال 27 شخصاً آخراً مفقودين.

ولا تزال ملابسات الحادث الذي وقع يوم الأحد غير واضحة، ولكن بعض الناجين أخبروا المفوضية أن قاربهم اصطدم بعبارة في ساعات الفجر الأولى، عند الساعة 4:30 صباحاً، بينما كانوا يقتربون من شاطئ ليسفوس في محيط مطار ميتيليني.

وفي وقت مبكر من بعد ظهر يوم الأحد، أنقذ الباحثون شاباً سورياً وصل إلى الشاطئ ملفوفاً ببطانية عازلة فضية اللون وكان يرتعش من انخفاض حرارة جسمه. وأخبر المفوضية أن الأمواج تقاذفته لعدة ساعات، وأنه يخشى أن يكون معظم الأشخاص الآخرين على متن القارب المطاطي قد لقوا حتفهم.

وفي الحادث السابق الذي وقع ليل الجمعة، غرقت فتاة في الثامنة من عمرها وأُفيد عن فقدان بين 10 و12 شخصاً آخرين عندما انقلب قاربهم الخشبي الصغير قبالة ليسفوس بعد نفاذ الوقود. وكان على متن القارب حوالي 24 شخصاً.

وأبلغ عن وقوع الحادثين خفر السواحل اليوناني الذي كثّف عمليات البحث والإنقاذ حول الجزيرة الشرقية الواقعة في بحر إيجه على بعد 6 كيلومترات قبالة الساحل التركي.

وتواصل المفوضية وشركاؤها في اليونان توفير الدعم للناجين وعائلات الضحايا بما في ذلك الرعاية الطبية والنفسية والإيواء والمساعدة القانونية والطعام والمياه. ويعاني الكثيرون منهم، ولا سيما الذين فقدوا أحد أفراد عائلتهم، ومن بينهم أطفال، من صدمة حادة.

وأصبح الممر المائي الضيق بين تركيا والجزر اليونانية نقطة دخول أساسية للاجئين إلى أوروبا في الأشهر القليلة الماضية. فقد قام أكثر من 318,000 لاجئ برحلة محفوفة بالمخاطر إلى اليونان هذا العام، ووصل أكبر عدد منهم 192,000 شخص- منذ أغسطس/آب.

وصرّح جمال زاموم، كبير المسؤولين عن حالات الطوارئ التابع للمفوضية في ليسفوس قائلاً: "لقد تضاعفت الأرقام تقريباً مقارنةً بالتي تسجّلت في أوّل الصيف. وبالأمس رأينا 6,000 شخص في يوم واحد فقط".

بالإجمال، وصل إلى أوروبا أكثر من 442,400 شخص عن طريق البحر حتى الآن في هذا العام ويأتي 82 في المئة منهم من أول 10 بلدان منتجة للاجئين في العالم وفي مقدمتها سوريا. وقد توفي حوالي 3,000 شخص أو فقدوا وهم يحاولون عبور البحر المتوسط هذا العام.

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

عمليات الاعتراض البحرية ومعالجة طلبات الحماية الدولية

سياسة المفوضية بهذا الشأن، نوفمبر 2010

الإنقاذ في البحار

دليل للمبادئ والممارسات التي تنطبق على اللاجئين والمهاجرين

البحر المتوسط ومآسي اللاجئين والمهاجرين

أثبت شهر أبريل/نيسان أنّه الشهر الأكثر قساوةً هذا العام بالنسبة إلى اللاجئين والمهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب المهربّين، حيث ينطلق العديد منهم من ليبيا التي تعاني من الفوضى وذلك باتجاه جنوب أوروبا في حين يحاول آخرون الوصول إلى اليونان.

وقد تضاعف عدد القوارب العابرة خلال هذا الشهر، وغرق قاربان على الأقلّ قبالة جزيرة لامبيدوزا الواقعة في جنوب إيطاليا، حيث يُخشى أن يكون مئات الأشخاص من الركاب قد لقَوا حتفهم. وقد أُرسلَت نداءات الإغاثة من قوارب قبالة اليونان وإيطاليا. وفي حالة واحدة خلال الأسبوع الماضي، أنقذ خفر السواحل الإيطالي زورقاً صغيراً مزدحماً بالركاب كان يحمل على متنه لاجئين يعانون من حروق بليغة ناتجة عن انفجار عبوة غاز في المأوى الذي احتجزهم فيه المهربّون في ليبيا.

وقد دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الإتحاد الأوروبي إلى وضع عملية بحث وإنقاذ فعّالة للاجئين والمهاجرين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط ونهج شامل لمعالجة الأسباب الجذرية. وحتى التاريخ الراهن من هذا العام، عبر 36,000 شخص تقريباً مياه البحر الأبيض المتوسط لبلوغ إيطاليا واليونان بسبب تفاقم الحروب وأعمال العنف في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط.

البحر المتوسط ومآسي اللاجئين والمهاجرين

إنقاذ في عرض البحر المتوسط

يخاطر كل عام مئات الآلاف بحياتهم أثناء عبورهم البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة غير مجهزة للإبحار في محاولة للوصول إلى أوروبا. إذ يهرب العديد منهم جراء العنف والاضطهاد ويحتاجون إلى الحماية الدولية. ويموت كل عام الآلاف محاولين الوصول إلى أماكن مثل جزيرة مالطا أو جزيرة لامبيدوزا الصغيرة بإيطاليا.

وقد أدى هذا الأمر إلى وفاة ما يقرب من 600 شخص في حوادث غرقٍ للقوارب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي للفت انتباه العالم إلى هذه المأساة الإنسانية. وقد أطلقت إيطاليا منذ ذلك الحين عملية إنقاذ بحرية باستخدام السفن البحرية؛ أنقذت ما يزيد عن 10,000 شخص.

كان مصور المفوضية، ألفريدو داماتو، على متن السفينة "سان جوستو"؛ السفينة القائدة لأسطول الإنقاذ الإيطالي الصغير، عند نقل من تم إنقاذهم إلى بر الأمان. وفيما يلي الصور اللافتة للانتباه التي التقطها بكاميرته.

إنقاذ في عرض البحر المتوسط

شبح قارب تهريب يطارد أخوين سوريين إلى إيطاليا

ثامر وثائر شقيقان سوريان خاطرا بحياتهما أملاً بالوصول إلى أوروبا. كانت الرحلة البحرية محفوفة بالمخاطر ولكن وطنهما أصبح منطقة حرب.

قبل الأزمة، كانا يعيشان حياة بسيطة في مجتمع صغير متماسك يصفانه بـ"الرائق". قدمت لهما سوريا أملاً ومستقبلاً. ومن ثم اندلعت الحرب وكانا من الملايين الذين أجبروا على الهروب ليصلا في نهاية المطاف إلى ليبيا ويتخذا قرارهما اليائس.

توجّها على متن قارب مع 200 آخرين نحو إيطاليا مقابل 2000 دولار أميركي لكل شخص. كانا يدركان أن انقلاب القارب احتمال مرجح جداً. ولكنهما لم يتوقعا رصاصاً من إحدى الميليشيات الذي ثقب القارب قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

وصلت المياه إلى كاحليهما وتعلق أحدهما بالآخر في ظل الفوضى. يقول ثائر: "رأيت شريط حياتي يمر أمام عيني. رأيت طفولتي. رأيت أشخاصاً أعرفهم عندما كنت صغيراً. رأيت أموراً ظننت أنني لن أتذكرها".

وبعد مرور عشر ساعات من الرعب، انقلب القارب في البحر المتوسط رامياً جميع الركاب. وبعد أن وصلت أخيراً قوات الإنقاذ، كان الأوان قد فات بالنسبة لكثيرين.

الحادث الذي تعرضا له هو ثاني حادث تحطمّ سفينة مميت قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. أثارت هذه الكوارث، والتي حصدت مئات الأرواح، جدلاً حول سياسة اللجوء في أوروبا مما دفع بالسلطات الإيطالية إلى إطلاق عملية بحث وإنقاذ تسمى "ماري نوستروم". وقد أنقذت هذه العملية 80,000 شخص في البحر حتى الآن.

بعد مرور ثمانية أشهر، والتقدم بطلب للجوء في بلدة ساحلية في غرب صقلية، لا يزال ثامر وثائر بانتظار بدء حياتهما من جديد.

يقولان: "نرغب في بناء حياتنا بأنفسنا والمضي قدماً".

شبح قارب تهريب يطارد أخوين سوريين إلى إيطاليا

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس Play video

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس

في اليونان، ما زالت أعداد اللاجئين القادمين في زوارق مطاطية وخشبية إلى ليسفوس مرتفعة جداً، مما يجهد قدرات الجزيرة وخدماتها ومواردها.
الجزر اليونانية: ضغوطات كبيرة وموارد شحيحة Play video

الجزر اليونانية: ضغوطات كبيرة وموارد شحيحة

تعزز المفوضية وجودها الميداني في جزر بحر إيجه شرق اليونان، حيث بلغ معدّل أعداد القادمين من تركيا عن طريق البحر في الأسابيع الأخيرة حوالي 600 شخص يومياً، مما يجهد قدرات الاستقبال المحلي المحدودة أو المعدومة ويتسبب بأوضاع إنسانية صعبة.
اليونان: أب مريض يقدم المساعدة للاجئين في جزيرة ليسفوس Play video

اليونان: أب مريض يقدم المساعدة للاجئين في جزيرة ليسفوس

بعدما طاردتهم الحرب في سوريا والصراع والاضطهاد في أماكن أخرى، وصل أكثر من 26,000 لاجئ إلى جزيرة ليسفوس منذ شهر يناير/كانون الثاني. يعبرون مضيقاً بحرياً يفصل الجزيرة عن تركيا على متن قوارب مطاطية وخشبية. يرسو الكثير من هؤلاء على الساحل الشمالي ويمشون لمدة تصل إلى 15 ساعة إلى مأوى البابا ستراتيس في كالوني.