فريديرك نوي، مصور فوتوغرافي

الأطفال اللاجئون في مقاطعة مابان، جنوب السودان. تصوير: سيباستيان ريتش/2013

الأطفال اللاجئون في مقاطعة مابان، جنوب السودان. تصوير: سيباستيان ريتش/2013

لدي وشوم على جسمي؛ الكثير منها. غير أن التردد في اتخاذ القرار برسم المزيد منها يتلاشى تماماً في مخيمات اللاجئين المنتشرة حول العالم. أطفال كثيرون من ثقافات عديدة، لم يرَوا الوشوم قبلاً ورؤية مصور بهذا الحجم، بأكمام مطوية، وسيل من الفراشات والأزهار والدلافين، تثير في عيونهم الصغيرة الكثير من الفضول والبهجة. هم ينسون لبضع دقائق، وبينما أقوم بالتقاط الصور واللعب مع الصغار، الذعر الذي أتى بهم إلى هنا ويؤخذون بالوشوم. ويقوم الشجعان من بينهم بلمس ذراعي والهرب ثم يعودون بحذر وعلى وجوههم ابتسامة عريضة. ويبدأ الأطفال بالضحك معاً وكلما علت ضحكاتكم انهالت على المترجم الفوري الذي رافقني مئات الأسئلة حول وشومي.

مؤخراً، وفي مخيم تديره المفوضية في مقاطعة مابان، جنوب السودان، تبعتني فتاة صغيرة في حوالى السابعة من العمر بينما كنت ألتقط الصور التي تعكس الحياة اليومية. وبين حين وآخر، كانت يدٌ صغيرة دافئة تمسك بمعصمي بلطف. كنت أنظر إلى الأسفل لأراها تتأمل بتمعن الفراشات العديدة. سألت محمد، المترجم الفوري عما تقوله، فأجاب: “لا شيء سيباستيان، سخافات طفولية.” فأصررت، فأخبرني محمد بشيء من الإحراج، قائلاً: “هي تقول إن المخيم متسخ جداً بما فيه من غبار وإنها ترغب في أخذ الفراشات عن ذراعك ووضعها في جيبها لتبقى أجنحتها نظيفة وناعمة!” فتوقفت. لقد شهدتُ على الكثير من الذعر طوال مسيرتي كمصور، وكان في معظمه، ولحسن الحظ، آلية للدفاع عن النفس، وقد علق في ذهني، إلا أن براءة هذه الطفلة جعلت عالمي لبرهةٍ يتداعى.


أسرة واحدة فرقتها الحرب رقم أكبر من أن يحتمل

تعرفوا أكثر عن عملنا مع اللاجئين بزيارة UNHCR-Arabic.org