شابة أفغانية تستخدم مهاراتها اللغوية لمساعدة الأطباء في ليسفوس

قصص أخبارية, 1 ديسمبر/ كانون الأول 2015

UNHCR/A. Zavallis ©
أمينة يوسفي، لاجئة أفغانية تبلغ من العمر 21 عاماً، تطوعت كمترجمة مع فريق طبي في مركز الاستقبال/التسجيل في موريا في جزيرة ليسفوس اليونانية.

ليسفوس، اليونان، 20 نوفمبر/تشرين الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- خرجت أمينة يوسفي، وهي شابة أفغانية تبلغ من العمر 21 عاماً، من خيمة طبية في مركز الاستقبال والتسجيل المكتظ في موريا في ليسفوس، ونادت على المريض التالي. تقدمت منها امرأة وطفلها.

استمعت أمينة بصبر فيما شرحت الوالدة أن طفلها يعاني من اضطراب في المعدة منذ أيام. ثم نقلت هذه المعلومات إلى طبيب متطوع.

أمينة يوسفي ليست طبيبة، ولا ممرضة. ولكن في موريا، حيث يتم تسجيل أكثر من 2,000 لاجئ يومياً، تعتبر اللغات الأربع التي تتقنها، إضافةً إلى لغتها الأصلية البشتو، أساسية للتواصل بين نظرائها اللاجئين والمهاجرين وبين عمال الإغاثة والمتطوعين الذين أتوا من كافة أنحاء العالم لمساعدتهم.

وقالت: "كل ما أريده هو مساعدة الناس، وذلك ما يمكنني القيام به الآن". وصلت أمينة إلى ليسفوس على متن قاربٍ يوم الأحد. في بلدها، كانت تدرُس الاقتصاد في الجامعة الأميركية في أفغانستان، في كابول، وعملت كذلك ككاتبة بيانات للحكومة الأفغانية. ولا تزال تأمل أن تصبح معلمة في أحد الأيام، أو أن يكون لديها "أي وظيفة أخرى تمكِّنني من مساعدة الجميع".

أتت أمينة إلى ليسفوس مع والدتها ووالدها وابنَيْ عمِّها وأشقائها الخمسة الذين يصغرونها سناً. هربت العائلة من أفغانستان بعد أن وجد والدها أنها لم تعد في أمان بعدما قاتل في قندز، وهي مدينة في الشمال سقطت في أيدي المتمردين في سبتمبر/أيلول. خشي أن تستهدف المجموعة الأسرة إذا بقيت في كابول.

وفقاً للأرقام التي جمعتها المفوضية، وصل أكثر من 820,300 لاجئ إلى أوروبا عن طريق البحر منذ يناير/كانون الثاني، بما في ذلك 135,000 في شهر أكتوبر/تشرين الأول وحده. حوالي 57 في المئة منهم مروا عبر ليسفوس، التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود التركية. وتستمر الجزيرة في استقبال 3,300 لاجئ ومهاجر جديد يومياً.

ويشكل الأفغان نسبة متزايدة من القادمين إلى ليسفوس تبلغ 32 في المئة. وهم يأتون بعد السوريين فقط الذين يشكلون ما نسبته 56 في المئة، فيما الفارق بينهم وبين العراقيين كبير، إذ لا تتعدى نسبتهم 6 في المئة.

وتقول أمينة بأن عائلتها وصلت إلى تركيا جوّاً قبل شهر، وحاولت عبور بحر إيجه إلى ليسفوس أربع مرات. دفع كل فرد من الأسرة 1,000 دولار أميركي مقابل مقعد في زورق مطاطي متداعٍ مزدحم بـ45 راكباً، جميعهم أفغان. في المرات الثلاث الأولى، غرق قاربهم وأنقذتهم السلطات التركية، ونجحوا أخيراً في المحاولة الرابعة.

وصفت رحلتها "بالمخيفة جداً". وروت أمينة: "لقد فقدنا كل شيء على القارب- أموالنا، هواتفنا، أوراقنا الثبوتية، كل شيء".

في موريا، ناموا ثلاث ليالٍ في خيمة بلاستيكية في بستان زيتون خارج أسوار المخيم الرسمي مع مئات الأشخاص. ويستطيع مركز موريا مع كارا تيبي، وهو مركز الاستقبال الآخر في الجزيرة، استيعاب 2,800 شخص. على الرغم من ذلك، ووفق تقارير الشرطة، وصل إلى الجزيرة يومياً ما معدله 8,800 لاجئ في نوفمبر/تشرين الثاني، و9,000 في أكتوبر/تشرين الأول.

وقد دعت المفوضية إلى رفع قدرات الاستقبال في ليسفوس، وإلى تسريع جهود الاستعداد لفصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة.

ولمساعدتهم في الليالي الباردة، قدمت المفوضية البطانيات إلى الأسر، فيما وزع عليهم الشركاء من الوكالات الأخرى الطعام والملابس، ولكنْ، أمينة قالت: "كانت المودة أهم شيء، نشعر بالأمان هنا".

وفي اليونان، يعتبر استقبال اللاجئين والمهاجرين وتسجيلهم من مسؤولية الحكومة اليونانية. وتُدير بلدية ليسفوس والشرطة المحلية المركزين الرئيسيين، موريا وكارا تيبي، بمساعدة المفوضية ودعمها، إضافةً إلى مختلف المنظمات غير الحكومية الدولية وفرق الإغاثة من المتطوعين.

وقد أنشأت المفوضية مؤخراً 250 وحدة سكنية للأسر اللاجئة، 62 منها في موريا. ويُنتظر أن يضاف إليها 114 منزلاً من هذا النوع في موريا وكارا تيبي والمواقع التابعة للمنظمات الشريكة للمفوضية في كافة أنحاء الجزيرة.

وقالت أمينة: "أريدُ أن يعرف أولادي السعادة في طفولتهم"، موضحةً أنها لم تكن سعيدةً كثيراً وهي تكبر. "أريدهم أن يلعبوا بالدمى والألعاب".

ترغب أن تعيش في مكان حيث النساء- خصوصاً النساء المتعلمات- يُعاملن على قدر من المساواة.

وقد قالت، مشيرةً إلى مستواها التعليمي: "في أفغانستان، لا يحب الناس أن تكون المرأة على هذه الحال. لسنا حرات. الناس يهاجموننا. النساء محترمات وآمنات أكثر في أوروبا. أريد أن أحيا في مكان حيث يُعامل الجميع بالطريقة نفسها، سواء كان طاجيكياً أم أفغانياً أم أوروبياً".

غادرت العائلة ليسفوس على متن سفينة إلى أثينا مساء الثلاثاء لا تعرف وجهتها الأخيرة.

بقلم تانيا كاراس في ليسفوس

• تبرعوا الآن •

 

• كيف يمكنكم المساعدة • • كونوا على اطلاع •

خالد حسيني

كاتب أميركي من أصل أفغاني

الصحة الإنجابية

توفير خدمات الصحة الإنجابية لجموع اللاجئين.

نظام المعلومات الصحية

يرسي نظام المعلومات الصحية الأسس لعملية اتخاذ القرارات بشأن الصحة العامة.

الصحة العامة

تشكّل صحة اللاجئين وغيرهم من السكان النازحين أولوية بالنسبة إلى المفوضية.

الوقاية من الملاريا ومكافحتها

تبقى الملاريا سبباً مهماً في حالات المرض والوفاة بين أوساط اللاجئين.

صيحة استغاثة لكل من يُعرِّض حياته للخطر في البحر

في وقت سابق من الشهر الجاري وعلى مرأى من الشاطئ بعد رحلة طويلة من ليبيا، تعرض قارب يحمل على متنه المئات من الأشخاص للغرق قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. غرق أكثر من 300 شخص، بينهم العديد من الأطفال، وتم انتشال 156 شخصاً فقط من الماء وهم أحياء.

كانت المأساة صادمة لحصيلتها الثقيلة من الموتى، ولكن من غير المرجح أن تثني الأشخاص من القيام بالرحلات غير النظامية المحفوفة بالمخاطر عبر البحر من أجل المحاولة والوصول إلى أوروبا. يسعى العديد لحياة أفضل في أوروبا، ولكن آخرين يهربون من الاضطهاد في بلدان مثل إريتريا والصومال. لا يحدث ذلك في البحر الأبيض المتوسط فقط، إذ يخاطر اليائسون الذين يفرون من الفقر أو الصراع أو الاضطهاد بحياتهم من أجل عبور خليج عدن من إفريقيا؛ ويتوجه الروهينغا من ميانمار إلى خليج البنغال على متن قوارب متهالكة بحثاً عن ملجأ آمن؛ فيما يحاول أشخاص من جنسيات متعددة الوصول إلى أستراليا عن طريق القوارب في الوقت الذي يقوم فيه آخرون بعبور البحر الكاريبي.

ويتذكر الكثيرون النزوح الجماعي للفيتناميين على متن القوارب خلال فترتي السبعينيات والثمانينيات. ومنذ ذلك الحين باتت الحكومات تحتاج إلى العمل معاً من أجل خفض المخاطر التي تتعرض لها حياة الناس. ترصد هذه الصور، المأخوذة من أرشيف المفوضية، محنة النازحين بالقوارب حول العالم.

صيحة استغاثة لكل من يُعرِّض حياته للخطر في البحر

يوم مع طبيب: لاجئ سوري يعالج اللاجئين في العراق

يعتبر حسن من الجراحين الماهرين، ولكن القدر جعله يتخصص في علاج اللاجئين في الوقت الحالي. عندما تأجَّج الصراع عام 2006 في العراق، قضى حسن 10 أسابيع يعالج مئات المرضى والجرحى العراقيين في مخيم اللاجئين شرقي سوريا.

وبعد ستة أعوام، انقلبت حياته رأساً على عقب، حيث فرَّ من نزيف الدماء المراقة في موطنه الأصلي سوريا إلى دولة الجوار العراق وذلك في مايو/ أيار 2012 ولجأ إلى أرض مرضاه القدامى. يقول: "لم أكن لأتخيل أبداً أنني سأصبح لاجئاً في يوم من الأيام. ما أشبه ذلك بالكابوس!".

بحث حسن - حاله حال كثير من اللاجئين - عن سبل لاستغلال مهاراته وإعالة أسرته، ووجد عملاً في مخيم دوميز للاجئين في إقليم كردستان العراقي في إحدى العيادات التي تديرها منظمة أطباء بلا حدود. إنه يعمل لساعات طويلة، وهو يعالج في الأغلب المصابين بالإسهال والأمراض الأخرى التي يمكن الوقاية منها. ويمثل الأطفالُ السوريون اللاجئون أكثر من نصف مرضاه - وهم ليسوا أفضل حظاً من ولديه.

وخلال اليومين اللذين تبعه فيهما مصور المفوضية، نادراً ما وقف حسن لبضع دقائق. كان يومه مكتظاً بالزيارات العلاجية التي تتخللها وجبات سريعة وتحيات عجلى مع الآخرين. وفي الوقت الذي لا يعمل فيه بالعيادة، يجري زيارات منزلية لخيام اللاجئين ليلاً.

يوم مع طبيب: لاجئ سوري يعالج اللاجئين في العراق

مقال مصوّر للاتجاهات العالمية: الهروب نحو بر الأمان 2014

يسجل النزوح العالمي جراء الحروب والصراعات والإضطهاد أعلى مستوى له على الإطلاق، وهو يتزايد بشكل سريع. وعلى مستوى العالم، بات هناك حالياً شخص واحد من بين كل 122 شخصاً مهجر. ولو كان هؤلاء مواطنين في دولة واحدة، لحلّت في المرتبة الرابعة والعشرين بين أكبر دول العالم من حيث عدد السكان.

ويظهر تقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن المفوضية ارتفاعاً حاداً في عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم، مع نزوح 59.5 مليون شخص قسراً في نهاية العام 2014، مقارنةً بـ 51.2 مليون شخص في العام السابق. وفي عام 2014، أصبح هناك 42,500 نازح كمعدل يومياً.

وتعتبر الحرب التي اندلعت في سوريا في عام 2011 السبب الرئيسي للنزوح، لكن عدم الاستقرار والصراع في بلدان كجمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان وبوروندي وأفغانستان تساهم أيضاً في النزوح العالمي إلى حد كبير.

وفي ظل العجز الضخم في التمويل والفجوات الواسعة في النظام العالمي لحماية ضحايا الحرب، يتم إهمال الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة. ويجب على العالم أن يعمل معاً لبناء السلام والحفاظ عليه أكثر من أي وقت مضى.

تعرّف على بعض النازحين:

مقال مصوّر للاتجاهات العالمية: الهروب نحو بر الأمان 2014

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس Play video

اليونان: خفر السواحل ينقذ اللاجئين في ليسفوس

في اليونان، ما زالت أعداد اللاجئين القادمين في زوارق مطاطية وخشبية إلى ليسفوس مرتفعة جداً، مما يجهد قدرات الجزيرة وخدماتها ومواردها.
الجزر اليونانية: ضغوطات كبيرة وموارد شحيحة Play video

الجزر اليونانية: ضغوطات كبيرة وموارد شحيحة

تعزز المفوضية وجودها الميداني في جزر بحر إيجه شرق اليونان، حيث بلغ معدّل أعداد القادمين من تركيا عن طريق البحر في الأسابيع الأخيرة حوالي 600 شخص يومياً، مما يجهد قدرات الاستقبال المحلي المحدودة أو المعدومة ويتسبب بأوضاع إنسانية صعبة.
اليونان: أب مريض يقدم المساعدة للاجئين في جزيرة ليسفوس Play video

اليونان: أب مريض يقدم المساعدة للاجئين في جزيرة ليسفوس

بعدما طاردتهم الحرب في سوريا والصراع والاضطهاد في أماكن أخرى، وصل أكثر من 26,000 لاجئ إلى جزيرة ليسفوس منذ شهر يناير/كانون الثاني. يعبرون مضيقاً بحرياً يفصل الجزيرة عن تركيا على متن قوارب مطاطية وخشبية. يرسو الكثير من هؤلاء على الساحل الشمالي ويمشون لمدة تصل إلى 15 ساعة إلى مأوى البابا ستراتيس في كالوني.